تمتمة في النفس الأخير في العتمة يحط رحاله
وفي زاوية مخادعة
من زوايا الحذر المخيف
يعتكف الانتماء
و في لحظة من انقضاض الغروب
يرتحل الكبرياء
هكذا كانت الفاجعة
وهكذا كان الضياع
(2)
في أكذوبة الذين استتروا خلف الدخان
متعة وارتياح للخائفين في صمت الاحتراق
الخائفون خلف الستار يعشقون رائحة
العشق المتفحم
(3)
وخزة بريئة من صوت الضمير
تشوش أفكار الغارقين في النعومة
وفوضى الترف يغادرها صخب اللاءات
وتحجر المستحيلات
(4)
بين انزواء الليل ويقضة الحذر
خيط عنكبوتي من الأمل
وذكريات يصارعها الخوف المخضب
بأمنيات البقاء
)5(
خلف الدخان تشتعل التناقضات
مفازات من الكذب والانتهازية
ومثقال فقير
من بقايا الصدق القديم
)6(
صوت من بقايا الاحتراق
يقض مضجعي بصوت رخيم:
من أودعك الإرث القديم وصية ....؟
كان يقول لي قبل ان يرتحل
أحذرك ان تكون نديم الخيانة
أحذرك العتمة
وان تشتري الحدائق الملونة
باصفرار الغروب
او تسرق الأمانة
أحذرك ان تبتاع
بطاقة الدخول الى عوالم النهاية
)7(
غادر البيوت العتيقة مرتعدا
بين إضلاعه توجس حذر
من أن لايكون
بين أشلاءه المتناثرة
تمرد الخائفين
يكاد أن يثور في لحظة من اليأس البليد
(
هكذا كان يخوف البلهاء
إن الانتماء زيف يؤطره النفاق
البلهاء أحجار من الشطرنج
كانوا ضيوف الاحتفال
وجمعية سرية سيدة الحفل
ترعى الكرنفال
قيراطها المدجج بالغباء
وثيقة بالية من الورق الأصفر
تصادر الرأي البريء
هو ذا حفلها الجديد
مقاعد خالية من الرؤوس المتخمة
لم يحضر سوى المارقين
إلى صخب الاحتفال
ومخادعون من أفواج المتزلفين
يرفعون شارة الانتصار
)9(
لافتة سوداء تحلق في أذهان المترفين
هنا كان
هنا سوف يكون
هنا تولد الجريمة
ويولد من نخافه
لابد أن يكون هنا
وارتعدت فرائص المنكوبين
المنكوبون يهرعون خلف الستار
كأنهم أجسام شبحيه من العالم القديم
تتخفى في صمت العتمة
)10(
العالم القديم يراود الحداثة عن نفسها
يحاول ان يرسم لذاته
لوحة من الذكريات الزائفة
فابتسم ماكرا يخادع الحالمين
في عنوان سقيم يؤطر لوحته القادمة
هذه فلسفة الجمال
ياسادتي
أليست أجمل صورة ابتدعها المنافقون في خيالاتي
لازالت أرثا يحلق في شيخوختي...؟؟
)11(
يبدو إن القادمين ألينا
مصابون أيضا بهوس الخيانة
كان يخاطب الحالمين
في خدعته الجديدة
وهاهو ألان مرة أخرى
يمتهن الخيانة
)12(
الدرس الأول
الذي تعلمه من أستاذه المجنون
أنشودة يشوبها لحن معتق
لست خياليا أنا
لست أسطوريا أنا
لست خرافيا أنا
لست كما تظن أنا
وبين
اضطراب لست
وزيف إنا
طريق طويل معبد بالكذب والإسفار والنفاق
)13(
أسطورة من قصة المخادعة
وقليل من الصدق إلى حد لايطاق من العجز
يدفع ذاته الفقيرة من قطرة الحياء
ان ينتزع أفكارا تصارع النفس الأخير
أفكارا يسورها الصدق رغم ثورة الغباء
ربما في تلك اللحظة
كان صادقا معي في هذا المساء
ذلك الصدق الذي لايكفي مؤونة لحظة
في كبح رعونة الأنا وغرور النرجسية
)14(
في النفس الأخير
يحاول أن
يذيقني جرعة من بقايا
حلاوة الرفض والقبول
ويهمس لي مرة أخرى
في شهقتي الأخيرة
لاتخف أكمل تمتمتك
أيها المسجى في لحد الضياع الأبدي
فإنها هراءات قديمة
من خيالات النفاق القديم الذي ورثته
من ذكرياتك
ولا تنسى وصيتي القديمة
تذكر دائما ما تعلمته
في درسك الأول
انك لازلت في النفس الأخير
عبد الكريم السعيد